Friday, February 24, 2012

عودة انْصُبْ إلى نصابها في... الجمهورية


خواتم سليمان..نظًارات أو بالأحرى أُطر نظًارات فرمل الزًجاج معدن نفيس..

ساعات- يد- طويلة.. رقص على أنغام البرتقالة..قلادات سحر و شعوذة..روائح و عطور مقلًدة..مواد تبرًج و أقنعة..
و ستائر على الأرض مسدلة..مزيًنة. و ماذا تخفي الستائر إن فرشت على الأرض؟

مناشف استحمام بألوان الصًيف و موج البحر..بحر جارف لا يرى لا يسمع و لكن يتكلًم.. كلمات تبيع..و أصوات تتعالى..
رجل تتكئ بثقلها على الأرض والأخرى تستند إلى حاجز حديديً للحماية..و نظرات تلعق المارًة و أخرى تثقبها كأن لا أحد يملأ العين كفاية كي يشدً انتباهه و تتبعه عيناه..

ملصقات و شعارات..من آية الكرسي حذو فتاة صغيرة آية في الجمال شقراء محجًبة وصولا إلى بوب مارلي يدخًن مارخوانا..
و شاشة عملاقة تبدًل ألوانها..أذكر-في ماض بعيد- أنً ضوءها في الليل كان يأتيني بأمل كلًما أتطلًع إليها لأعرف كم السًاعة و تاريخ اليوم و درجة الحرارة..

و مناديل من ورق لأنف تآكله البرد و الزًكام..و سجائر بكل الألوان و الأوزان..سجائر كي نشعل النًار و نتساءل من أين هذا الدخان؟..دخان طبخ "الكاكوية لِمْغَلًفَه" على نار هادئة..

كل النًصب تتشابه بالنسبة لي و لكن هناك نصبة..لا أمنع نفسي عن الضحك كل ما مررت بها ..و هي عربة تبيع كل ما يتعلًق بالحمام و التطهير..كل اللوازم متواجدة دفعة واحدة " الحكًاكه الحرشه", الصابون و "الفلًايه" بأنواعها الدقيقة و الغليظة و الأصيلة و الحديثة.. كأنًها تقول لك'اقتن واذهب إلى الحمام مباشرة' و طبعا لا تنس أن تعرًج على نصبة المناشف..

و ما يزيد الطينة بلًة تلك الأيدي التي تشري .. إما تصديقا للكلمات التي تبيع.. أو ضعف مقدرة على شراء الوصفات التي تتبع المواصفات العالمية فنحن لا نقدر على المجاراة و إنما نقدر على التقليد.

و تذاكر تُباع –طبعا لمن يريد اقتناء تذكرة مترو. و تذاكر من نوع آخر لمن يريد أن يكون كالإسبان "المورسكِيًين" في تونس منذ

1492




توضيح : لم أقصد سوى النْصُبْ في محطًة الجمهوريًة أو بالعربي" passage "    
 فلا تأخذي كلامي على محمل الجد .. أكيد سوف أتركك تعملين.. و لكني أنا أيضا عاملة و سأظلً أعمل على نفسي.

Wednesday, January 25, 2012

23 اكتوبر


إنتظرت هذا اليوم كثيرا..و مع قدومه و مروره، بدا ككل الأيام حينما تمرٌّ. أربع ساعات من الإنتظار(من10 صباحا إلى 14)..وقفت في عديد من الصفوف مع عديد من النّاس لعديد من الأغراض. و لكن أن أقف اليوم مع أولئك النّاس..كان كالغمّ على قلبي..نقول دائما أنّ تونس للكلّ/الجميع..ولكن على من نكذب؟ قد يُقصد بذلك أنّها تتسع لمختلف التضادّات، ولكن ليس بالضرورة أن تتعامل مع بعضها أو تتواجه في مختلف الوضعيّات اليوميّة..كالماء و الزيت..لا ضير في أن يتواجدا معا في نفس الوعاء..لكن لا يمتزجان أبدا..
وهو ما يحملني إلى أن أستنتج وجود تمييز وحيد بين جميع خلق الله:الوعي/من انعدامه..و حين أقول الوعي أقصد بذلك الوعي الكافي لتقبّل الآخر حين يختلف عنّا
فلا يهمّ حقّا المكان الذي ننشأ فيه أو المدارس و المعاهد و الجامعات و الجوامع و الشوارع التي نتعلّم منها..ففي لحظة يتساوى خرّيج 'الصِربون' مع جدّتي التي لم تطأ قدماها المدرسة..و أجدهما بالضبط على نفس درجة الوعي..و كم أنصدم حين تصبح تلك اللحظة ساعات..و الصدمة الكبرى حين تصبح تلك السّاعات سنوات..سنوات يبقى فيها كلّ منّا يتفرّج على الآخر و هو يركب قطاره و يلوّح له بيده  
وقفت في صفّ أين ينظر الّذي ينطق "  ڨ  " بدل القاف بنفور و اُنزعاج مفرط: "ما الذي أتى بهم إلى هنا؟ "يا حسرة على '       ' توّا تخلّطت و تمسّخت". و هو الذي ينظر بدوره للّذين ينظرون إليه و يتساءل :"من أين له كل هذا البياض للبشرة و هذه الزرقة للعينين؟"

أله حقّا جنسيّة تونسيّة؟ أسينتخب حقّا؟
في ذلك الصّف بالذّات .. لم تعد الغاية من الاُنتظار فيه هو الانتخاب في نهاية المطاف و إنّما صراع: من هو أحقّ و أجدر بذلك الشّبر من التّراب الذي تطؤه أقدامنا

فبأيّة عقول يبدأ الإصلاح؟ و أيّة طريقة تُتّبع؟
فقد أصبحت أقتنع أنّه (الوعي باُختلاف الآخر و تقبّله) هو أمر نولد به أو لا يكون. قد ينمو و لكن لا يكون منعدما و يكتسب بالوقت..و يا خيبة المسعى لو يكون هذا التّفسير صحيحا و هو ما يحاول الجميع إنكاره المثقّفين و غير المثقّفين..
فكم رجوت أن يتحدّث سياسيّ عن الوعي و هول انحطاطه في مجتمعنا لا أن يشكر ذكاءه الذي قد يحضر أحيانا و يغيب كثيرا.
و لا داعي في كلّ هذا للتّحجّج بثلاث و عشرين سنة "أو أكثر" كما يرغب البعض في تحديد ذلك. صحيح أنّه- أحيانا-يقتل الأحلام و يحدّ من العزائم.  لكن أن يغيّر مبادئك..فهذا يعني أنّه لم تكن لديك مبادئا أصلا لتغيّرها..و المبادئ نصنعها نحن..نبحث عنها..نحقّق فيها..نتبصّر فيها..و نصقلها نحن..فلا تنينا و لا دينصورا يستطيع زحزحتها آن ذاك